vendredi, décembre 5, 2025
spot_imgspot_img
AccueilACTUALITESكوري بوغودي… ذهبُ الموت وصمتُ الخيانة

كوري بوغودي… ذهبُ الموت وصمتُ الخيانة

« في هذا النظام اللعين، لا يكفي أن تكون كفؤاً لتحظى بمستقبل، بل يجب أن تكون من أبناء الطبقة المحظوظة… » — صدام مادري كوادي

في كوري بوغودي، لا تشرق شمس الحياة، بل شمس الاحتضار البطيء. هناك، في عمق الصحراء، تنقّب الفقراء عن وهمٍ مغلّف بالذهب، بينما تتقاسم الجنرالات والوزراء الغنيمة على طاولات من خشب مهرب. ذهبُ تيبستي لا يُطعم أبناء الشعب، بل يُقتل من أجله أبناؤه، ويُصدّر إلى الخارج مكلّفًا برائحة دمهم.

قبل أيام فقط، عشرة أرواح فقيرة، عشرة رجال منسيين، لفظوا أنفاسهم الأخيرة على الحدود الجزائرية، مطاردين كالحيوانات، دون محامٍ، دون دولة، دون حتى بيان نعي رسمي. الدولة لم تحرك ساكنًا. لا إعلان، لا إدانة، لا حتى كذبة تبرير. فقط صمت. صمت فاجر يساوي جريمة.

نظام لا يقتل فقط بالبندقية، بل يقتل بالصمت، باللامبالاة، وبالاحتقار المؤسسي. الشباب الذين كان من المفترض أن يكونوا عماد المستقبل، يدفنون تحت الرمال، فيما تُبنى ناطحات السحاب من عرقهم في عواصم أجنبية. ما يحدث ليس تقصيرًا، بل سياسة.

أما في العاصمة، فالحياة وردية لأبناء النظام. جوازات دبلوماسية، حسابات في دبي، سيارات مدرعة، وحراس من الحرس الجمهوري. من لم يُولد في العائلة « الصحيحة »، يُترك ليموت في حُفر كوري بوغودي، أو يُقتل كالكلب على حدود الجزائر، أو يُرمى في السجون بتهمة التمرد.

والأكثر عارًا؟ صمت المثقفين. أولئك الذين باعوا صوتهم مقابل فتات المناصب، يتحدثون عن « الاستقرار »، وهم يعلمون أن هذا الاستقرار مبني على جماجم المعدّنين، وصرخات الأمهات، وعار الخنوع.

هل هذا وطن؟ أم مزرعة مفخخة بالألغام؟ هل هذا نظام؟ أم عصابة تحمل علمًا وطنيًا؟ هل هذه دولة؟ أم كذبة فاخرة تُدار بالتحايل والكمائن؟

إن لم نكتب، نموت. وإن كتبنا، نُهدد أو نُسجن. لكننا سنكتب. ليس من أجلهم، بل من أجل الذين يموتون مرتين: حين يُقتلون، وحين يُنسَون.

بقلم: صدام مادري كوادي

Articles liés
- Advertisment -spot_img

Les plus populaires

Commentaires récents

Djerakoula Ndile Macaire sur BAC 2019: Les résultats sont déjà en ligne